اختبار تفهم الموضوع (TAT)
مقدمة
يُعد اختبار تفهم الموضوع (Thematic Apperception Test – TAT) من أشهر الاختبارات الإسقاطية في علم النفس، صممه هنري موراي (Henry Murray) وكريستينا مورغان (Christina Morgan) عام 1935. يهدف الاختبار إلى الكشف عن الدوافع الداخلية، الصراعات النفسية، والاتجاهات اللاواعية لدى الفرد، من خلال استجابته لصور غامضة تحفّزه على إنتاج قصص تعكس عالمه الداخلي.
فكرة الاختبار
يقوم الاختبار على مبدأ أن الفرد حين يواجه مثيرات غامضة (صور أو لوحات غير مكتملة)، فإنه يسقط عليها رغباته، مخاوفه، وصراعاته اللاواعية، مما يساعد الأخصائي النفسي على فهم شخصيته بصورة أعمق.
مكونات الاختبار
يتكون الاختبار عادة من 30 بطاقة تُظهر مواقف غامضة لأشخاص في أوضاع مختلفة.
تختلف البطاقات حسب العمر والجنس (بطاقات مخصصة للرجال، النساء، الأطفال).
يُطلب من المفحوص أن يروي قصة لكل بطاقة، تتضمن:
ماذا يحدث الآن؟
ماذا أدى إلى هذا الموقف؟
ماذا يشعر به الأشخاص في الصورة؟
كيف ستنتهي القصة؟
أهداف استخدام TAT
الكشف عن الدوافع الداخلية (مثل الحاجة إلى الإنجاز أو الانتماء).
التعرف على الصراعات النفسية والآليات الدفاعية.
تقييم العلاقات الاجتماعية وطريقة تعامل الفرد مع الآخرين.
فهم الحالة الانفعالية مثل القلق، الاكتئاب، أو العدوانية.
دعم التشخيص النفسي في العيادات والمستشفيات.
مميزات الاختبار
يُتيح للمعالج النفسي الوصول إلى البُعد اللاواعي من الشخصية.
يساعد في فهم ديناميكيات الشخصية بشكل أعمق مما توفره الاختبارات الموضوعية.
مرن ويمكن تكييفه مع ثقافات مختلفة.
الانتقادات والحدود
الذاتية في التفسير: النتائج تعتمد بشكل كبير على خبرة الأخصائي.
قلة المعايير الإحصائية الدقيقة مقارنة بالاختبارات الموضوعية (مثل وكسلر).
قد يتأثر الأداء بعوامل مؤقتة مثل التعب أو المزاج.
خاتمة
اختبار تفهم الموضوع (TAT) أداة مهمة في المجال الإكلينيكي للكشف عن الجوانب الخفية في شخصية الفرد. ورغم الانتقادات الموجهة له من حيث دقة القياس والمعايير، يظل الاختبار وسيلة فعّالة لفهم أعمق للعمليات النفسية الداخلية، خاصة عندما يُستخدم جنبًا إلى جنب مع أدوات تشخيصية أخرى.
مع احترام المعالج النفسي
د. بديع القشاعلة