اختبار تفهم الموضوع للأطفال (CAT)
مقدمة
يُعد اختبار تفهم الموضوع للأطفال (Children’s Apperception Test – CAT) من الاختبارات الإسقاطية المهمة التي صُممت خصيصًا لتقييم شخصية الأطفال وفهم عالمهم الداخلي. ابتكرته كل من ليوبولد بلوم (Leopold Bellak) وزوجته سونيا بلوم (Sonya Bellak) في أربعينيات القرن العشرين، كنسخة معدلة من اختبار TAT المخصص للراشدين. الهدف الأساسي من CAT هو مساعدة الأخصائي النفسي على التعرف إلى مشاعر الطفل، دوافعه، وصراعاته النفسية من خلال القصص التي يرويها.
فكرة الاختبار
يقوم الاختبار على تقديم 10 بطاقات مصورة للطفل، كل بطاقة تحتوي على مشهد غامض لشخصيات حيوانية في مواقف حياتية مختلفة (مثل الأكل، اللعب، النوم، العقاب).
يُطلب من الطفل أن يروي قصة حول ما يحدث في الصورة:
ماذا يحدث الآن؟
ماذا يشعر به الأبطال في الصورة؟
كيف انتهى الموقف؟
استخدام الحيوانات بدل البشر يهدف إلى تقليل مقاومة الطفل، وجعل التعبير عن المشاعر أكثر سهولة.
أهداف استخدام CAT
الكشف عن الصراعات الداخلية مثل الغيرة من الإخوة، الخوف من العقاب، أو القلق من الانفصال عن الوالدين.
التعرف على الحاجات النفسية الأساسية مثل الحاجة إلى الأمان، الحب، أو القبول.
فهم ديناميكيات العلاقة الأسرية من خلال إسقاط الطفل لمشاعره على القصص.
تشخيص المشكلات السلوكية والانفعالية مثل العدوانية، القلق، أو الانطواء.
المساعدة في التخطيط العلاجي من خلال فهم أعمق لمشاعر الطفل غير المعلنة.
مميزات الاختبار
مناسب للأطفال من عمر 3 إلى 10 سنوات.
يتيح للطفل التعبير عن ذاته بطريقة طبيعية عبر القصص والخيال.
يسهل استخدامه مع الأطفال الخجولين أو الذين يواجهون صعوبة في التعبير اللفظي المباشر.
الانتقادات والحدود
يعتمد بدرجة كبيرة على تفسير الأخصائي النفسي، مما قد يفتح مجالًا للتأويل الشخصي.
قلة وجود معايير إحصائية دقيقة مقارنة بالاختبارات الموضوعية.
يحتاج إلى خبرة عالية من المعالج لفهم الرموز والإسقاطات في قصص الطفل.
خاتمة
اختبار CAT أداة تشخيصية إسقاطية مهمة تساعد الأخصائي النفسي على استكشاف عالم الطفل الداخلي بطريقة غير مباشرة. ورغم محدودية دقته الإحصائية، إلا أنه يظل وسيلة فعالة لفهم مشاعر الأطفال وصراعاتهم، خاصة عندما يُستخدم إلى جانب ملاحظات سريرية واختبارات أخرى.
مع احترام المعالج النفسي
د. بديع القشاعلة